مختصون ورجال دين: أسباب الطلاق غياب الثقافة الزوجية وعدم التزام الرجل بالأعباء المالية

ناقش عدداً من الأكاديميين ورجال الدين ضمن ليالي عاشوراء الحسين أكثر أسباب حالات الطلاق الذي أخذت بالتفاقم في السنوات الأخيرة، حيث أظهرت آخر إحصائية وفقاً لوزارة العدل أنه مقابل كل 10 صكوك عقد زواج هناك 7 صكوك طلاق.
وذكر الشيخ سمير المطوع في الليلة السادسة بحسينية الجعفرية بالأحساء، أن للطلاق عدة أسباب أبرزها عدم فهم كلا الزوجين أو أحدهما للطرف الآخر، واصفاً عملية الزواج بمثابة ضم نصف فاكهة إلى نص فاكهة أخرى مخالفة لها في الطبائع والأنسجة، التي تحتاج إلى مد جسور وتبيان أمور كثيرة لتتوافقا.
وقال: ”أن المرأة ترى الرجل من زاويتها وكذلك الزوج يقرأها من زاويته، وهذا مستحيل فلكل منهما خصائصه“.
ونصح الشباب والفتيات بالانضمام إلى دورات وبرامج التأهيل للحياة الزوجية واكتساب مهارات التعامل معها، التي بدورها ترفع سقف الوعي حول الحياة الزوجية وتحدياتها وما شابه.
وأشار إلى أن المرأة تصاب بنزول في مستوى العاطفي وذلك لعدة أسباب مثل: فترة الدورة الشهرية، ضغوط العمل، تربية الأطفال وضغوط المنزل، مشيرا إلى أنها تتحول إلى لهب من النار بعد إن كانت نبع الحنان فتحتاج إلى عملية تفريغ الشحن السلبية.
ناصحا الأزواج بالتخفيف على المرأة ورعايتها وتعبئتها بالحنان واحتضانها في هذه الفترة، بدلا من أن يعطيها غضبا ويزيد النار نارا ”فهنا تكمن مهارة الزوج“.
وذكر الدكتور مهدي الطاهر في مأتم النمر بمدينة سيهات، أن من أسباب الطلاق هو غياب الثقافة الزوجية بمختلف مستوياتها الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية، تقصير الزوجة في الواجبات المنزلية وعدم التزام الزوج بالأعباء المالية، سيطرة الأهل لاسيما الأم، الاختلاف على الأولويات والاهتمامات، إدمان الكحول والمخدرات، ضعف التواصل أو عدم التحاور بين الطرفين وتساهل الزوج باستخدام الطلاق كورقة ضغط.
وأكد الطاهر الحاصل على الدكتوراه في علم النفس، أن الاختيار المناسب حسب المعايير المهمة للشاب والشابة يرفع مستوى الوعي العاطفي والفاعلية العاطفية ويقلل من المشاكل اليومية وتحد من ظاهرة الطلاق النفسي والعاطفي.
وأوصى الملا عبدالحي آل قمبر في مأتم بقية الله بمدينة سيهات الزوجات بالتعامل الحسن مع أزواجهن، الأمر الذي يترك أثره على الاستقرار الأسري ولما له من ثواب عظيم، مستشهدا ببعض الأحاديث النبوية على ذلك.
وتحدث المستشار الأسري علي الصعيب عن مهارات الحياة الزوجية للجنسين، وذلك في المحاضرة التي ألقاها أمس الجمعة في الحسينية الباقرية في محافظة الأحساء.
وتناول الشيخ مصطفى الموسى في حديث الليلة السابعة بمدينة القطيف ثقافة الإعتذار عند الخطأ, مشيراً إلى أن اعتذار الزوج لزوجته ليس إنقاصاً في رجولته بل هو فضيلة.
وأضاف, إن اعتذار الزوج أو الزوجة لبعضهما أمام أبناءهم يزرع في نفوسهم ثقافة الإعتذار ويتربون عليها, فالفتاة تنقلها إلى بيت زوجها وتربي أبنائها على هذه الثقافة.
ودعا إلى المبادرة بالإعتذار قبل إتساع دائرة الخلاف بين الزوجين, بالإضافة إلى تأدية حقوق بعضهما والالتزام بالواجبات وتبادل كلمات الحب والحنان للعيش بمودة ورحمة, مشدداً على أهمية وجود الإرادة وإظهارها لحل الخلاف وتجاوز العقبات التي تكدر صفو العشرة.